الدموع تتساقط والآهات تتعالى والضحك لا يعرف لهذا المكان طريق فالشفاه تناست البسمة والوفود الفنية تهافتت والأحضان تلاقت والمواساة ترجمت من الأحاسيس إلى كلمات. هذا تماما ما حمله العزاء الذي أقيم يوم الخميس بالقاهرة لفقيد الكوميديا المصرية يونس شلبي الذي ودع عالمنا الذي ملأه بالترفيه والنكات ليحل محله الحزن والفراغ ولما لا والبسمة هو الذي صنعها والضحكة هي التي خطها على شفاهنا جميعا لتذهب الضحكة معه في خبر كان. وتحدث بعض النجوم المتواجدين، حول علاقتهم بالفنان الراحل يونس شلبي.
بدأت مراسم عزاء الفقيد والذي أقيم بمسجد الحامديه الشاذلية بحضور صديق عمره وواحد من زملائه في مدرسه المشاغبين سعيد صالح الذي ظل يسأل عليه حتى وافته المنية عن عمر يناهز الـ 66 بعد سلسلة طويلة من الأمراض والتي استمرت تأكل في جسده طيلة ثماني سنوات وقال سعيد صالح عن رفيق مشواره انه لطالما شهد معه أحلى أيام العمر ورحلة صعوده الفني من خلال مسرحية مدرسة المشاغبين وأضاف سعيد قائلا إنها الحياة تأخذ منا اعز ما نملك في حياتنا فهو كان عبقري الكوميديا المصرية وفنان تلقائي لا يعرف للشر لكن صعب عليه كثيرا وهو مريض ويبكي متأزما من المرض وانا لله وانا إليه راجعون.
أما صديقه وأحد تلاميذ مدرسة المشاغبين والذي شهد أيضا رحلة نجاحه وشهادة ميلاده الفنية معه النجم عادل إمام فأكد انه "لا يملك كلمات تليق بهذا الفنان الجميل الذي لطالما أمتعنا بفنه وتلقائيته وكان بسيطا غاية في الطيبة وترك تراث كوميدي وايفيهات لازالت موجودة بيننا حتى الآن وكنت أنا ويونس وسعيد صالح شله واحده وكانت أيامنا سعيدة كلها ورغم انه خريج معهد الفنون المسرحية أي انه أكاديمي إلا انه يمتلك من التلقائية الكثير". وحول ما قيل بشان تجاهل الوسط الفني ليونس شلبي طيلة فترة علاجه أكد عادل قائلا: "أن الوسط الفني كله طيلة عمره متلاحم ونزور بعضنا في أوقات الشدة لكن في النهاية نسأل على بعضنا بقدر الامكان لان الفن بصراحة يلهي الإنسان عن زيارة أحبائه كثيرا".
ويتدخل في الحديث النجم هادي الجيار مؤكدا أن أهل الفن جميعا أسرة واحده وكل ما يقال حول إننا نتجاهل بعض لا أساس له من الصحة ومجرد أثاره فتنه لعلاقتنا وكانت علاقتي بيونس وطيدة جدا منذ أيام المعهد حيث كنا زملاء وأصدقاء الله يرحمه ويحسن إليه.
أما الفنانة ليلى حمادة فلم تتمالك نفسها من الدموع و قالت: فقد الأحباء اكبر كثيرا من الكلمات رحمه الله خاصة وأنا لي ذكريات كثيرة معه من خلال مسرحية ( شقاوة بنت الحته) وكن يحرص على البروفات وهو في عز مرضه وكانت نفسيته بدأت في التحسن وأنا اعرف الفقيد منذ عام 85 وكان يساعد أي إنسان محتاج لأي شيء، لقد خسرنا الكثير بفقده.
وكان هذا هو نفس موقف كل من الفنانين احمد بدير ونقيب الممثلين اشرف زكي والمطرب على الحجار وان كانوا اكتفوا بالإشارة بعدم رغبتهم في الحديث على الإطلاق على العكس تماما من النجمة نهال عنبر التي أبدت حزنها الشديد عن فقد الوسط الفني لرمز من رموزه.
وبحزن شديد قالت الفنانة عزيزة راشد: "ربنا يرحمه ويغفر لنا جميعا فقد جمعني بالفقيد الجميل أعمال منها مسرحية إحنا اللي خطفناها وعده أعمال تليفزيونيه أخري.
هذا وأكد الفنان سامح الصريطي انه بينما كان عضوا باللجنة الفنية بجامعه عين شمس توسمت في يونس فنانا جميلا جدا وعلى الفور اخترته ليكون مشرفاً فنياً علي عروض منتخب التمثيل بالجامعة أن تلقائيته وطيبته يتوسمها أي إنسان رحمه الله.
هذا وقد حضر مراسم العزاء كل من الفنانين سيمون ونهال عنبر وسهير المرشدي والمنتجة مي مسحال ووفاء مكي والمذيعة انجي على والفنان عمر الحريرى والموسيقار هاني مهنى وحشد كبير من لنجوم والنجمات ممن شاركوه الفقيد أعمال عديدة ومن لم يشاركوه أيضا. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته
السبت نوفمبر 17, 2007 7:42 am